وقرأ الباقون (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ) بلا وَقْف بينهما.

قال أبو منصور: من وقف أراد إبانة النون مِنْ (مَنْ) .

وقيل في تفسير (مَنْ راقٍ) ، أي: مَن يرقَى بِرُوحِهِ، أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ .

وقيل: معنى (مَنْ راقٍ) : من يَشْفى من هذه الحال.

وفيه قوله ثالث: إن هذا يقال عند اليأس، أي: من يقدر على أن يَرْقى من الموت، على جهة الجَحْد.

والمعنى: أنه لا يقدر أحد على أن يرقي من الموت.

والعرب تقول من الرُّقِية: رَقَى يرقى.

ومن الرُّقي، وهو الصعود رَقىَ يرقَى رُقِيًّا فهو راقٍ فيهما واللَه أعلم بما أراد.

* * *

(من مني يمنى (37) .

وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) .

قرأ حفص والمفضل عن عاصم، ويعقوب (مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى) بالياء.

وقرأ الباقون (مِنْ مَنِيٍّ تُمْنَى) بالتاء.

قال أبو منصور: من قرأ (يُمْنَى) بالياء ذهب به إلى المَني، وهو مذكر.

ومن قرأ (تُمْنَى) بالتاء رده إلى النطْفَة،

وأصل النطفة في كلام العرب: المُوَيْهَةُ القليلة.

وكذلك قيل لمَني الرجُل: نُطفة. وأصله من نطف الماء ينْطُفُ، إذا

قَطَرَ، نَطفانًا.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015