قال أبو منصور: من قرأه (تَغْلِي) ردة على الشجرة.

وَمَنْ قَرَأَ (يَغْلِي) رده على المُهل.

وكل ذلك جائز.

و (المهل) : درديُّ الزيت، وما أذيب من الفِضة والنحاس فهو مُهْل أيضًا.

* * *

(خذوه فاعتلوه (47)

وقوله جلَّ وعزَّ: (خُذُوهُ فَاعْتُلوُهُ (47)

قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب (فاعتُلوه) بضم التاء.

وقرأ الباقون (فاعتِلوه) بكسر التاء.

قال أبو منصور: هما لغتان: عتله يعتِله ويعتُلهُ، إذا دفعه بعنف واستذلال

المعنى: يا أيها الملائكة: خذوا الكافر فاعتلوه، أى: امْضُوا به إلى النار،

فألقوه في سوائها، أى: في وسطها.

* * *

(ذق إنك أنت العزيز الكريم (49)

وقوله جلَّ وعزَّ: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49)

قرأ الكسائي وحده (ذُقْ أَنَّكَ أَنْتَ) بفتح الألف.

وقرأ سائر القراء (ذُقْ إِنَّكَ) بكسر الألف.

من نَصبَ (أَنَّكَ) فمعناه: ذُقْ يا أبا جَهْلٍ العذاب؛ لأنك أنت العزيز

الكريم بِقيلِكَ في الدُّنْيا، وكان يقول: أنا أعَز أهْل الوادي وأمْنَعُهم.

فقال له الله حين ألقى في النار: ذُقْ لأنك كنت تَزْعُم أنك أنت العزيز الكريم

بِقِيلكَ، يقوله على جهة التهكم.

وَمَنْ قَرَأَ (إِنَّكَ) فهو استئناف، كأن الملَك يقول له: ذُقْ إِنَّكَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015