وفي التحريم: (أن يُيْدِلَهُ) ، وفي (ن) : (أنْ يُبْدِلَنَا خيرًا) .
وقرأ نافع وأبو عمرو أربعهن بفتح الباء وتشديد الدال.
وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي التي في النور: (ولَيُبَدِّلنَّهمُ) مشددة والباقى بالتخفيف.
وروى أبو عمرو عن أبي العباس أنه قال: التبْدِيل: تَغْييرُ الصورة إلى
صورة غيرها، والجوهرةُ بعيْنها، والإبدال: تنحِيَة الجوهرة واستئناف جوهرة
أخرى، واحتج بقول أبي النجم:
عَزْلُ الأميرِ للأمير المُبدَل
ألا تراه نَحى جِسْمًا وجعل مكانه جسمًا آخر.
وقال المبردُ: هذا حسن، غير أن العربَ تَجْعَلُ بَدَّلْتُ بمعنى: أبدَلْتُ،
واحتج بقوله جلَّ وعزَّ: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) .
ألا تراهُ قد أزال السيئات وجعل مكانها حسنات!
قال: وأمَّا ما شرط أحمد بن يَحيَى فهو معنى قولُهُ:
(كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا) ،
قال: فهذه هى الجوهرة، وتبدِيلُهَا: تغيير صورتها
إلى غيرها؛ لأنها كانت ناعمة فاسْوَدت بالعذاب، فَرُدت إلى صورة جلودهم
الأول لما نَضِجَتْ تلك الصورة، فالجوهرة واحدة، والصورة مختلفة.