قرأ حمزة والكسائي (إِمَّا يَبْلُغَانِّ عِنْدَكَ) على اثنين،
وقرأ الباقون (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) على واحد،
فالنون مشددة في القراءتين) .
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (إِمَّا يَبْلُغَانِّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) فإنه تثنية يبْلُغَنَّ؛ لأن الأبوين قد ذكرا قبله، فصار الفعل على عددهما، ثم قال أحدهما أوكلاهما
على إستئناف.
وَمَنْ قَرَأَ (إما يَبلُغَنَّ) جعله فعلاً لأحدهما فكرر عليه (كِلاَهُمَا) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)
قرأ ابن كثير (خِطَاءً) مكسورة الخاء، ممدودةً، مفتوحة الطاء:
وقَرَأ ابن عامر (خَطَأً) مقصورًا، مهموزًا، وكذلك رَوَى شبل عن ابن كثير، فيما روى عبيد عن شبل.
وقرأ الباقون (خِطْئًا) بكسر الخاء، وسكون الطاء، والقَصْر، على (فِعْلاً)
قال أبو منصور: أما قراءة ابن كثير (خِطَاءً) بكسر الخاء والمد فهو
مصدر خَاطأَ يُخَاطئُ خِطَاء، على (فِعَالاً) ، وجائز أن يكون بمعنى؟ خَطِئَ،
أى: أثِمَ.
وأا قراءة ابن عامر (خَطَأً) بالهمز والقصر وفتح الخاء، فالخَطأ اسم من
أخطأ يُخطئ إخطَاء، والاسم يقوم مقام المصدر الحقيقي.
وقال الزجاج: قد يكون (خَطأ) من خَطئ يخَطأ خَطأ إذا لم يصب.