قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)
ثم قرأ (والَّذين يَدْعُون) بالياء، فالتاء للمخاطبة: أي إن اللَّه يعلم ما تسرون أنتم وما تعلنونه، وقوله: (والَّذين يَدْعُون) أراد بالذين: معبوداتهم من الأصنام، و (يدعون) فعل لعابديها، ولو قال: (والتي يَدْعُونَ) كان وجه الكلام، وإنما قال (الذين) ؛ لأنه وصفها بصفة المميزين.
ومن قرأها كلها بالياء فهو خبر عن الغيب، كأنه قال: الله يَعلمُ سِرهم
وعَلانِيتهم.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لاَ يَخلقُونَ شَيْئًا)
يعنى: الآلهة التي عبدوها، إنها لا تخلق شيئا؛ لأنها مخلوقة، فعبادتها محَال،
ولا يُعبد إله لا يخلُق ولا يرزُق من يعبده.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (تُشَاقُّونَ فِيهِمْ (27)
قرأ نافع وحده (تُشَاقُّونِ فِيهِمْ) بكسر النون وتخفيفها.
وقرأ الباقون بفتح النون.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (تُشَاقُّونِ فِيهِمْ) فإنه تبكيت من الله تعالى
لِعبَدَةِ الأوثان، يقول لهم يوم القيامة: أين شركائي بزعمكم الذين كنتم تشاقونني فيهم، أي: تعادوننى - فحذفت إحدى النونين استثقالا للجمع بينهما، وكسر النون الباقية لتدُل على ياء الإضافة.