أى: آتاكم من كل الأشياء الذي سألتمُوهُ.
واتفق القراء على هذه القراءة، وعليها العمل.
وقوله جلَّ وعزَّ: (إنَّما يُؤخِّرهُم لِيَوْم (42)
رَوى عباس عن أبي عمرو (إنَّما نُؤخرُهُم) بالنون، وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: المعنى واحد في النون والياء، اللَّهُ مؤخر لهُم، والقراءة
المختارة بالياء.
من قرأ بالنون فاللَّه يقول: إنما نؤخرهم نحن ليوم،
وَمَنْ قَرَأَ بالياء فهو إخبار عن فعله.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِتَزُولَ منه الجبالُ (46)
قرأ الكسائي وحده (لَتَزُوُلُ منه الجبالُ) بفتح اللام الأولى وضم الثانية،
وقرأ الباقون (لِتَزُولَ) بكسر الأولى وفتح الثانية.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لِتزولَ) فمعناه؛ ما كان مكرهم لأن تَزولَ،
وأن بمعنى (مَا) الجَحْد، والتأويل: مَا مَكْرُهم لِيزول به أمر نبوة محمد صلى
الله عليه وهى ثابتة كثبوت الجبال الرواسي؛ لأن الله تبارك وتعالى وعده أن
يظهر دينه على الأديان كلها، ودليل هذ قوله:
(فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) .
أى: لا يخلفهم ما وعدهم من نَصْره.