وقوله: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو (108)
فتح ياءَهَا نافع وحده.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إلَّا رِجَالاً يُوحَى إلَيْهِمْ (109)
قرأ عاصم في رواية حفص وحده (نُوحِي إليهم "
بالنون وكسر الحاء في جميع القرآن إلا موضعًا واحدًا في (عسق) في قوله - عزَّ وجلَّ - (كَذلكَ يُوحِي إلَيْكَ) فإنه قرأه بالياء وكسر الحاء.
وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء في كل القرآن.
قال أبو منصور: القراءَةُ بالياء وفتح الحاء إلا ما جاء في (عسق) :
(كذلك يوحِي إليك) .
وقد قُرِئ هذا كذلك (يُوحَى إليْكَ) ، فمن قرأ بكسر الحاء
فالمعنى: كذلك يوحِي الله إليك.
وَمَنْ قَرَأَ (يُوحَى) فمعناه التكرير،
كأنه قال: كذلك يوحَى إليك، وأضمر: يوحيه اللَّه إليك.
وكل جائز.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا (115)
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (كُذِبوا) خفيفةً،
وقرأ الباقون (كُذِّبوا) مشددة.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (كُذِبُوا) بالتخفيف فالمعنى: حتى إذا استيأس
الرسلُ من إيمان قومهم وتصديقهم إياهم وظن قومهم أنهم قد كُذِبُوا فيما
وعُدوا؛ لأن الرسلَ لا يظنون ذلك، وهو يُرْوى عن عائشة.