قال أبو منصور: أما قوله (هنالك) فهو ظرف، والمعنى في ذلك الوقت،

وهو منصرف ب (تَبْلُوا) ، إلا أنه غير متمكن، واللام زائدة، والأصل: (هناك) فكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف للمخاطبة.

فمن قرأ (تَبْلُوا) فمعناه: تَخْبُرُ، أي: تَعْلَم كل نفس ما قدَّمت.

وَمَنْ قَرَأَ (تَتْلُواْ) بتاءين فهو من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس، ودليل ذلك قوله: (اقرأ كتابك) .

وقال بعض المفسرين في قوله: (تَتْلُو) : تَتَبع كل نفس

ما أسلفت، أى: قدمت من خير أو شر.

* * *

(أمن لا يهدي إلا أن يهدى (35)

وقوله جلَّ وعزَّ: (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى (35)

قرأ ابن كثير وابن عامر (أَمَّنْ لَا يَهَدِّي) بفتح الياء والهاء وتشديد الدال -

وكان أبو عمرو يُشِم الهاء الفتحة.

وقرأ نافع (يَهْدِّى -) بفتح الياء وسكون الهاء، وتشديد الدال،

وقرأ أبو بكر عن عاصم في رواية يَحيَى " يِهِدِّي) بكسر الياء والهاء وتشديد الدال.

وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يَهِدِّي) بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال.

وكذلك قرأ الحضرمي.

وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وتخفيف الدال.

قال أبو منصور: أما مَنْ قَرَأَ (أَمَّنْ يَهْدِّى) بفتح الياء وسكون الهاء وتشديد

الدال فإن القراءة وإن رويت فاللفظ بها ممتنع عند النحويين غير سائغة؛ لاجتماع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015