وأما ابن عامر والكسائي فَمَذْهبهما في هذه الحروف التوسط
والتمكين، قريبان من مذهب أبي عمرو.
وكان عاصم وحمزة يَمُدان حَرفًا لحرف مَدٍّ تامًا حَسَنًا غير خارج من
حقه إلى الإفراط، وكل مَنْ قَرَأَ لحمزة فأفرط في المد حتى يزول بإفراطه
من وجه الصواب فقد خرج من قراءة حمزة، وخالف مذهبه ومنهاجه،
فافهمه.
وقرأ يحيى عن أبي بكر عن عاصم في مَدِّ حرف لحرف ما يشبه
قراءة الذين مكنوا الحروف ولم يَمُدْوا المدَّ التام.
قال أبو منصور: الاختيار في هذه الحروف مذهب نافع وأبي عمرو
من التمكن دون المد،
وَمَنْ قَرَأَ بحرف ابن كثير فهو مصيب،
وأما من قرأ بحرف حمزة فأفرط في المدِّ فليس من كلام العرب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ... (123)
روى المفضل عن عاصم (غَلْظَةً) بفتح الغين،
وقرأ الباقون (غِلْظَةً) بكسر الغين.
قال أبو منصور: هما لغتان: (غِلْظَةً) ، و (غَلْظَةً) .
وأجودهما الكسر.
وفيه لغة ثالثة لم يُقرَأ بها (غُلْظَةً) بالضم.
فلا تقرأ بها.
* * *
انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني ويبدأ بسورة يونس.