التوراة والإنجيل والزبور إنما يتلوها أهْلها نَظراً، ولايحفظونه
منهم كَأن يَسرُدُهَا عن ظهر قلبه سَرْداً، ولأنهم لا يكادون
يحفظونها من أولها إلى آخرها كما أنزل اللهَ حفظا، كما يحفظ هذه الأمة
القرآن، ومن عجيب تيسير الله القرآن إجراؤه بحفظه من لم ينزل بلسانه،
ومن لا يفهم معانيه، كما يحفظ من نزل بلسانه ويفهم تأويله، ويحفظ
الأمي الذي لا يكتب ولا يتلو الكتب، والقارئ الرَّيِّضُ، والصغير
والكبير، والعرب والفصيح والألكَنُ.