وجمع هي المزدلفة سميت لاجتماع الحجاج فيها عند الإفاضة من عرفة. وبها المشعر الحرام، ومن قال: هي قزح فقد وهم. يصلي الحاج بجمع صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير، ثم يبيت بها -على أغلب المذاهب- فيصلي الصبح ويدفع إلى منى.

وكانت العرب لا تدفع إلا بمجيز يدفع بها من جمع. فكانت الإجازة لخزاعة ثم صارت لعدوان وكان من عدوان أبو سيارة أحد بني سعد بن وابش بن زيد بن عدوان فقال أحدهم (?):

نحن دفعنا عن أبي سياره ... وعن مواليه بني فزاره

حتى أجاز سالما حماره ... مستقبل القبلةَ يدعو جاره

وكان أبو سياره يدفع بالناس على أتان.

وفزارة من غَطَفان، ولا أدري كيف كانوا موالي لأبي سيارة؟ ولم أر من علل ذلك. ثم صارت الإجازة لبني صوفة وهم: بنو الغوث بن أد. ثم صارت لبني صفوان حتى قام الإسلام على ذلك.

قال الشاعر:

ولا يريمون في التعريف موقفهم ... حتى يقال أجيزوا آل صفوان

وكان أبو سيارة يتقدم الحجاج صباح جمع راكباً حماراً ويخطب قائلاً:

اللهم أصلح بين نسائنا، وعاد بين رعائنا، واجعل المال بين سمحائنا، أوفوا بعهدكم، وأكرموا جاركم، وأقروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015