وقال السباعي في تاريخ مكة: جزل -بكسر أوله وتشديد ثانيه-: نسب إلى طائفة من الجنوب كانت تلعب فيه.
وأقول: شعر عمر يدل على أن المكان كان معروفاً قبل أن تعرف مكة الجنود. ووصف هذا الجبل ينطبق على الجبل المعروف بجبل خليفة. وهو المقابل للمسجد الحرام من الجنوب على يمين الداخل في أجياد الكبير، فوقه قلعة بناها الشريف سرور أحد ولاة مكة في العهد العثماني.
الجِعْرَانة: بكسر أوله وسكون ثانيه وتخفيف الراء، كذا اتفق اللغويون على ضبطها. وأهل مكة اليوم ينطقونها بضم الجيم.
قال أحدهم (?):
فيا ليت بالجعرانة، اليوم، دارها ... وداريَ ما بين الشآم فكبكب
فكنت أراها في الملبن ساعةً ... ببطنِ منىً ترمي جمِار المُحَصَّب
ويقصد الشاعر أن تكون داره شمال كبكب لأن الجعرانة هناك. ولعل صواب قوله: ما بي الشآم فكبكب يكون (ما بين الستار وكبكب) ذلك أن جبل الستار يقع قرب الجعرانة من الجنوب، وهو الجبل الذي يشرف على علمى طريق نجد من الشمال، والذاهب من مكة إلى نخلة يجعل الستار على يساره عن قرب.
والجعرانة اليوم: قرية صغيرة في صدر وادي صف، فيها مسجد يعتمر منه أهل مكة المكرمة، ولها مركز إمارة، وتربطها بمكة طريق معبدة، وفيها زراعة قليلة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر منها بعد غزوة الطائف. خرج منها ليلاً وعاد من ليلته. وماؤها