بشكل شبه مستقيم فيمر جنوب عَرَفة على مرأى منها، فإذاً تجاوزها اجتمع بوادي عُرَنة (بالنون) ثم يفقد نَعْماَن اسمه ويصبح الاسم لعرنة. وزراعته كلها عثرية عدا بعض العيون التي كانت فيه، وقد نضب بعضها. ومن هذه العيون: عين زُبَيدة، وهي سقيا أهل مكة وليست للزراعة، وعين سمار: كانت جنوب عرفة ترى منها، ثم جفت، وعين العابِديّة، وقد انقطعت اليوم وكانت جنوب غربي عرفة.
ثم حفرت في نعمان آبار كثيرة أخذت تنتج زراعات طيبة، وصدور نعمان وجباله مشهورة بجودة العسل، وقد أكثر شعراء العرب من ذكر نَعْماَن، وهناك نعمانات أُخَر في بلاد العرب تشاركه الشعر، غير أن نعمان مكة أشهرها وأوفرها حظاً فيه.
ومن ذلك قول أبي قَيْس بن الأسلت الخَزْرجي، في جماعة الفيل (?):
فلما أجازوا بطن نعمان ردهم ... جنوب مليك بين سافٍ وحاصبِ
فولَّوا سراعاً نادمينَ ولم يؤبْ ... إلى أهله بالجيش غير عصائبِ
وقال البهاء زهير (?):
فدعْ كلَّ ماءٍ حينَ يذكرُ زمزمُ ... ودعْ كلَّ وادٍ حينَ يذكر نَعمان
وقال آخر (?):
أيا جَبَليْ نَعْمان باللهِ خلّيا ... نسيمَ الصبا يخلصْ إليّ نسيمها