وعجز البيت الأول يروى: (بفخ وحولي أذخر وجليل) وهي معالم من مكة معروفة. وذكر في كتاب العصامي: إن مجنَّة هي الماء المعروف اليوم بالأطوى وقد تقدم.
أما أنا فقد قررت أن بلدة بحرة الواقعة بين مكة وجُدّة في منتصف المسافة تقريباً، هي مجنة، السوق المشار إليها، أو أنه غير بعيد منها، وما استندت إليه هو ما يأتي:
أ- كونها أسفل مرّ الظَّهران، ولا يعد أسفل مر الظهران حتى يتجاوز سَرْوَعة والرِّكَاني شمال حَدَّاء.
ب- كونها من بلاد بني كنانة وحد بني كنانة من الشرق كان قريباً من الحُمَيمة على أكيال من سوعة شرقاً.
جـ- الجبل الأصفر لا زال يعرف يشرف على بحرة من الغرب.
د- قال لي شيخ من أهل الناحية: أنه أدرك أسفل وادي الشعبة الذي يصب بين بحرة والجبل الأصفر يسمى مجنة، ونلاحظ أن عرب اليوم يسمون المقبرة مجنة، وكذلك كان الشيخ يعتقد أن هذا المكان كان مجنة أي مقبرة فاندثرت.
هـ- لم تعرف بحرة حتى القرن السادس الهجري ولم يذكرها ابن جبير في رحلته حين مر هنا، وقال إن المحطة كانت تسمى القُرَين، وهو مكان لا زال معروفاً. وفي عهود متأخرة حفر أحدهم بئراً فظهرت عزيرة فسموها بحرة لغزر مائها.
و موقعها أصلح مكان هناك ليكون سوقاً، فأرضها عزاز والماء متوفر، وقريبة من ديار القبائل الآخرى، كهذيل وخزاعة.
ز- ماؤها عذب يضرب بعذوبته المثل. أما كونها بعيدة عن شامة وطفيل فالشعر الذي أنشده بلال رضي الله عنه لا يدل على أن تلك الأمكن متجاورة، خاصة إذا عرفنا أن فخّاً