الريح إلى ميناء الشُّعَيْبة فتحطمت فأخذت قريش خشبها فسقفت به البيت، وهي العمارة التي تركت الحِجْر بكسر الحاء خارج الكعبة، وثار الحديث -حديثاً- عنها فسماها بعضهم بحر مكة وهي بعيدة عن مكة إنما جئنا بها هنا لالتصاق اسمها باسم مكة تاريخيّاً، وليس صحيحاً ولا معقولاً القول إنه يمكن شق خليج من الشُّعَيْبة إلى مكة، ذلك أن مكة ترتفع عن الشعيبة بأزيد من 350 متراً فلو شق البحر إلى هنا فسوف يكون تحت جرف ارتفاعه مئات الأمتار.
وظلت الشُّعيبة عامرة -فيما يبدو- حتى بعد اتخاذ ميناء جدة، وذلك لقول كُثَير: (?)
سأتْكَ وقد أجدَّ بها البُكورُ ... غداةَ البَيْنِ من أسماءِ عيرُ
كأنَّ حمولهَا بملا تَريمٍ ... سِفينٌ بالشُّعَيبة ما تسيرُ
ويقول الأستاذ عبد القدوس الأنصاري وهو مؤرخ جُدَّة في عصرنا: إن جدة كانت منياءً قبل الشُّعَيْبة، ثم تحول الميناء لسبب أو لظرف إلى الشعيبة، ثم عاد إلى جدة، وتجدر الإشارة إلى أن الشعيبة تبعد عن مكة بما يقرب من مائة كليل، بينما المسافة بين مكة وجُدَّة (72) كيلاً فقط.
الشُّفَيَّة: كتصغير شفة: بئر كانت بمكة لبني أسد بن قُصَيّ ابن كلاب من قريش، فقال الحويرث بن أسد:
ماءُ شفية كصوب المُزْن ... وليس ماؤها بطَرْق أجْن
والأجن: المتغير الطعم.