زَمْزَم: بفتح الزاي وسكون الميم وتكرارهما، وشهرته تغني عن ذلك: هي البئر المباركة المشهورة في المسجد الحرام. قيل: سميت زمزم لكثرة مائها. وقيل: إن هاجَرَ قالت - عندما انفجر ماء زمزم: زِمْ زِمْ، بصيغة الأمر، أي انمُ وزد.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: لو تركت لساحت على وجه الأرض حتى تملأ كل شيء. وهناك أقوال أخرى في تسميتها، راجع (معجم معالم الحجاز).
فمن قائِل: سميت بذلك لأن الفرس في الزمن الأول كانت تأتي زَمْزَم فتُزَمْزِم عنده، والزمزمة قراءة المجوس وكلامهم في عباداتهم واستشهدوا على هذا القول بقول الشاعر:
وما زلنا نحج البيت قُدما ... ونلقى بالأباطح آمنينا
وساسان ابن بابك سار حتى ... أتى البيت العتيق بأصيدينا
وطاف به وزَمْزَمَ عند بئرٍ ... لإسماعيل تروي الشاربينا
وقيل في خبر زَمْزَم: إن وادي ابراهيم كان قاحلاً لا ماء فيه ولا زرع، وعندما أتى إبراهيم عليه السلام بزوجه هاجر وابنه إسماعيل إلى هنا وتركهما نضب ما معهما من ماء، فأخذت هاجر تبحث فيما حولها عمن تستقي منه فأخذت تركض حتى أشرفت على الصفا ثم ركضت حتى أشرفت على المروة، وظل إسماعيل يصيح ويبحص برجليه في الأرض، وكان رضيعاً، فلما يئست هاجر من وجود سكان في هذا الوادي، عادت ترى ما حدث لإسماعيل، فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأخذت تحوط الماء بالتراب والحجر لئلا يسيح في الأرض لتشرب وتسقي إسماعيل،