صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} (الكهف، آية 11.) .

ج – أهل السنة والجماعة وسط بين المشتغلين بالعبادات القلبية فقط – كالصوفية -، والمشتغلين بالعبادات الظاهرة فحسب – مثل بعض الفقهاء – فقام أهل السنة بالعبادات الظاهرة والباطنة معاً (1) . 1

يقول ابن تيمية: ((كثر في المتفقهة من ينحرف عن طاعات القلب وعباداته، من الإخلاص لله، والتوكل عليه، والمحبة له، والخشية منه، ونحو ذلك.

وكثر في المتفقرة والمتصوفة من ينحرف عن الطاعات الشرعية، فلا يسألوا إذا حصل لهم توحيد القلب وتأهله أن يكون ما أوجبه الله من الصلوات، وشرعه من أواع القراءة والذكر والدعوات أن يتناولوا ما حرم اله من المطاعم، وأن يتعبدوا بالعبادات البدعية من الرهبانية ونحوها، ويعتاضوا بسماع المكاء والتصدية عن سماع القرآن)) (2) .

ويقول ابن القيم: ((إن لله على العبد عبوديتين: عبودية باطنة، وعبودية ظاهرة فله على قلبه عبودية، وعلى لسانه وجوارحه عبودية، فقيامه بصورة العبودية الظاهرة مع تعريه عن حقيقة العبودية الباطنة مما لا يقربه إلى ربه، ولا يوجد له الثواب وقبول عمله.

ولما رأى بعض أرباب القلوب طريقة هؤلاء (الفقهاء) ، انحرف عنها هو إلى أن صرف همه إلى عبودية القلب، وعطل عبودية الجوارح، وقال المقصود

(1) ففي العبادات الباطنة – مثلاً – نراهم قد قاموا بها جميعاً خلافاً للمبتدعة. وكما قال مكحول الدمشقي – رحمه الله: - ((من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالحب والرجاء والخوف فهو مؤمن موحد.

(2) مجموع الفتاوى 2./72،73.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015