فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) (?) (?)
وإذا كان عامة من ضل في باب الاعتقاد بسبب الإعراض عن ما جاء به الرسول. (?) ، فكذلك الضلال في باب السلوك، إنما كان ناشئاً – في الجملة – بسبب الإعراض عن نصوص الوحيين، كما هو ظاهر في متأخري الصوفية، وأرباب الطرق المحدثة (?) .
قال تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضلُّ ولا يشقى * ومن اعرض َ عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً * قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} (طه: آية 123 – 126) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((تكفّل الله لمن قرأ القرآن وعمل به، أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ هذه الآية)) . (?)
بل إن البدع في باب السلوك أكثر من البدع الاعتقادية، كما بين ذلك ابن تيمية بقوله: ((ولا ريب أن البدع كثرت في باب العبادة والإرادة أعظم مما كثرت في باب الاعتقاد والقول، لأن الإرادة يشترك الناس فيها أكثر مما يشتركون في القول، فإن القول لا يكون إلا بعقل، والنطق من خصائص الإنسان، وأما جنس الإرادة