إلى جانب الزخارف الهندسية المألوفة كانت الشمس والحصان هي العناصر السائدة.

ومع أن الفرس هم الذين كانوا أقوى الإمبراطوريات القديمة في الهضبة وبلغوا أرقى مراحل حضارية وصل إليها؛ إلا أنهم لا شك ورثوا الكثير عن الميديين؛ فقد ورثوا عاداتهم وتقاليدهم كما ورثوا طريقة كتاباتهم ومغالاتهم في إقامة الأعمدة فضلًا عما ورثوه عنهم من قوانين مختلفة، أما من ناحية الفنون والآداب؛ فلم يعثر من الأدلة ما يكفي لإعطاء فكرة واضحة عنها لدى الميديين.

ومع أن الفرس ظهروا كدولة عسكرية صرفت أغلب أوقاتها في الحروب؛ إلا أنهم لم يهملوا شأن الفنون وإن كانوا قد اعتمدوا في ذلك على أقوام أخرى واعتمدوا على الفنانين الأجانب في صناعة آياتهم الفنية؛ ومع هذا فقد تميزوا بحس مرهف جعلهم يقدرون الفنون فعشقوا الأشعار والقصص الخيالية وأحبوا الغناء والرقص والعزف على مختلف الآلات الموسيقية؛ غير أنهم كانوا يأنفون الاشتغال بها؛ إذ كانت في نظرهم من حرف المأجورين والمستضعفين.

ورغم قلة الجهود الأثرية في هضبة إيران؛ فإن ما عثر عليه من الآثار حتي الآن يدل بوضوح على مهارتهم في فن العمارة والبناء، وقد اشتهرت بقاياها التي اكتشفت بروعتها الفنية؛ فمقبرة كورش في "بازارجادة" ما زالت رغم تهدمها تعد آية في الروعة والجمال، كما أن مقبرة "دارا الأول" في "نقش رستم" القريبة من "برسيبوليس" ما زالت تعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015