أبعادها بالدرجات، وغير ذلك من الأمور الفلكية الدقيقة، ولقياس الزمن استعملوا ساعات مائية لقياس أجزاء الليل وساعات شمسية أو مزاول لقياس أجزاء النهار.
هذا وقد سبق أن أشرنا إلى أن أهل بلاد النهرين وضعوا قوائم عن الحيوانات والنباتات التي عرفوها، وهذه؛ وإن كانت قد وضعت لخدمة أغراض لغوية؛ إلا أنها في الواقع كانت تحوي معلومات قيمة عن الحيوانات والنباتات التي ألفوها، وقد قسموها إلى أنواع أو أجناس متشابهة أي أنهم اتبعوا نظام التصنيف العلمي؛ ولكنهم أخطئوا في ذلك أحيانًا حيث نجد أنهم وضعوا تحت جنس الكلب الذئب والضبع والأسد كما جعلوا كل ما يعيش في الماء تحت صنف السمك بما في ذلك الأصداف والسلاحف، وربما كانت مصنفاتهم في النبات أكثر دقة؛ حيث إنهم جعلوها في مجاميع متشابهة من حيث أشكالها وثمارها وميزوا في بعض أنواع الأشجار بين الذكر والأنثى.
ونظرًا لأنهم عرفوا صناعة الفخار منذ أقدم العصور؛ فإنهم عرفوا الكثير من خواص الطين وتأثره بالحرارة، والأصباغ المختلفة كما توصلوا إلى طريقة التزجيج وعرفوا العجائن واللدائن الكيماوية، ومن إقبالهم على بعض المصنوعات المعدنية أتقنوا التعدين وصهر المعادن ومزجها وتوصلوا إلى معرفة أنواع مختلفة من السبائك كما حاولوا التوصل إلى تحويل بعض المعادن الخسيسة إلى معادن ثمينة وقلدوا الأشياء المصنوعة من مواد ثمينة بالاستعانة ببعض الأصباغ والعقاقير واستخدموا الأدوية والصابون والعطور أي أنهم تقدموا في الصناعات الكيماوية وخاصة تلك التي تخدم أغراضهم