من المعروف أن بلاد العرب ظلت بيئة مقفلة أمام العالم المتحضر؛ فلم تقم بها بحوث أثرية ولم يصل إليها من الرحالة الذين تركوا وصفًا لمشاهدتهم فيها إلا في القليل النادر.
وكان اهتمام أقدم من عرفناهم من هؤلاء منصبًّا بصفة خاصة على التعرف على ما يجري في داخل الحجاز وخاصة فيما يتعلق بمراسيم الحج، ومما زاد في إثارة الرغبة عند هؤلاء تحريم دخول غير المسلمين إلى مدينتي مكة والمدينة.
وأقدم الرحلات التي سمعنا بها كانت في أوائل القرن السادس عشر؛ ولكن الرحلات التي جاءت عنها تفاصيل أكثر إسهابًا ودقة هي تلك التي بدأت منذ أوائل القرن التاسع عشر.
ورغم أن مثل هذه الرحلات لم يكن الغرض منها وصف المعالم الأثرية؛ إلا أن هناك رحلات أخرى تهدف إلى مشاهدة بقايا ما كتب في التوراة عن مملكة سبأ وغيرها من أماكن متعددة من بلاد العرب وما حوته من كنوز ونفائس. كما أن بعض المؤرخين اليونانيين والرومانيين وبعض كتاب العرب ذكروا قصصًا عن بلاد اليمن وما فيها من قصور وحصون ألهبت خيال بعض الرحالة وحملتهم على التفكير في السفر إليها.