هذا منهج السلف، وهذا منهج الأئمة. ثم اقرأ –رحمك الله- في كتب الأئمة الأعلام الذين شرحوا الأحاديث وتكلموا في المسائل الفقهية، تجد الأدب الجم.. تجد التواضع.. تجد الاحترام والتقدير والإجلال.. وحفظ الفضل لأهله، ولا يحفظ الفضل إلا من كان من أهله، فتجد الأئمة والحفاظ إذا اطّلعوا على شيء قالوا: وقد قال فلان –عفا الله عنه- كذا، كل ذلك من باب الأدب، ولذلك قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ)) [التوبة:43] . قدّم له المغفرة والعفو قبل أن يعاتبه –صلوات الله وسلامه عليه-؛ ولذلك ينبغي التأدب مع الأئمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ونقصد بالأئمة: أئمة الكتاب والسنة، الذين شُهد لهم بتحري الحق والصواب، وأما غيرهم من المبتدعة وأهل الأهواء فليس على مثلهم يُلوى، ولا على مثلهم يُحزن.
وللتأدب مع العلماء الأحياء في مجالس العلم آداب ومعالم، منها:
المَعْلَمْ الأول: التبكير لمجلس العلم:
أول ما ينبغي على طالب العلم التبكير إلى مجلس العلم، فإن التأخر والتقاعس عن التبكير لمجلس العلم خاصة إذا كان عن قصد (?) [24] ) ، يدل على عدم توقير العلم، وعدم إجلاله.
فإن كان طالب العلم محافظاً على مجالس العلم، ولا يتأخر عنها إلا من عُذر ومن ضرورة، فإن الله سبحانه وتعالى يبارك له فيمن يأخذ عنه العلم..
التبكير إلى مجلس العلم كان من شأن الأئمة والسلف الصالح.