ظل قمبيز خاضعًا للنفوذ الميدي على الرغم من أنه كان يحكم مملكة موحدة فلم يكن مستقلًّا كل الاستقلال؛ ولكن في عهد خلفه "كورش الثاني" اصطدمت القوتان الفارسية والميدية، واستطاع كورش أن يقضي على هذه المملكة الأخيرة واتخذ عاصمتها "أكباتاما" "همدان" عاصمة إيران الموحدة, وبذلك بدأ عهد جديد لإيران حيث احتلت بعد ذلك مركز السيادة في الشرق القديم. وقد تمكن كورش من توسيع مملكته فبسط سلطانه حتى حدود البحر المتوسط غربًا والهند شرقًا؛ بل وتمكن كذلك من احتلال بعض المدن والجزر اليونانية واحتل بابل, وبذلك قضى على أكبر منافس في الشرق القديم، ومنذ ذلك الحين انتهت مدينة بلاد النهرين, واستمر كورش الثاني في عملياته الحربية في الشرق والغرب موطدًا أركان إمبراطوريته، وكان سياسيًّا ماهرًا فلم يكن قاسيًا في معاملته للأعداء ولم يدمر بابل بعد إسقاطها, أما الأسرى الإسرائيليون الذين كانوا قد جلبوا إلى أشور وميديا فقد أعادهم إلى وطنهم الأول فلسطين1.
ولما اعتلى ولده "قمبيز الثاني" عرش الإمبراطورية تمكن من غزو مصر؛ فأصبح الفرس يحكمونها من الأسرة السابعة والعشرين إلى الأسرة الحادية والثلاثين باستثناء فترات قصيرة ثار فيها المصريون على الحكم الفارسي، وبعد موت قمبيز