أن المجتمع الذي عاش فيها ظل يتبع نفس أساليب الحياة دون تغيير يذكر؛ فالفخار الملون الذي يحاكي فخار سوسة ظل مستعملًا، وقد وجدت في المقابر حلي كثيرة من البرونز والفضة، وفي حسار حل الفخار الرمادي المسود محل الفخار الملون كما حدث في غرب الهضبة، وازداد استخدام المعادن وخاصة في صنع الأشياء الصغيرة، ومن المحتمل أن البرونز كان يقدر لقلته نسبيًّا أكثر من الفضة, وبذلك دخلت إيران الداخلية في عصر البرونز.

وأهم ما حدث في الألف الثاني قبل الميلاد هو ظهور العناصر الهندو أوروبية في غربي آسيا "وكان من أثرها دخول الهكسوس إلى مصر على الأرجح" ويبدو أن هؤلاء جاءوا من المناطق الرعوية في آسيا وتشعبوا إلى شعبتين: غربية دارت حول البحر الأسود "بعد أن عبرت البلقان والبوسفور"، ووصلت إلى آسيا الصغرى؛ حيث كونت المملكة الحيثية، شرقية عرفت باسم الهندو إيرانيين وقد دارت حول بحر قزوين وخرجت منها بضعة فروع, اتجه أحدها عبر القوقاز إلى أعالي الفرات؛ حيث اختلط بالحوريين أهل البلاد السابقين وكونوا مملكة ميتاني1، واتجه فرع آخر وسط جبال زاجروس إلى المنطقة الواقعة في جنوب طريق القوافل؛ حيث استقر فيها كأقلية نشيطة "اشتهرت منطقتها فيما بعد بتربية الخيول" عرفت باسم الكاشيين الذين يحتمل أنهم هم الذين تسببوا في القضاء على مدينة حسار أثناء اندفاعهم غربًا للاستقرار في تلك المنطقة, وذلك في حوالي منتصف الألف الثانية قبل الميلاد.

ومن المعروف أن أحد أمراء عيلام استطاع أن يغزو بابل في بداية الألف الثانية قبل الميلاد مكونًا بعد ذلك بوقت قصير أسرة لارسا التي استطاعت أن تقضي على أسرة أيسين, وبذلك أصبحت سيدة على بابل وأورك، ولكن حينما تولى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015