هؤلاء من الجبال إلى مناطق السهول الغنية يحتلونها لفترات مختلفة، وعلى ذلك ظلت الهضبة الإيرانية في معظمها على حالة من البداوة، ولم يدخل العصر التاريخي في أول الأمر إلا منطقة عيلام.

فحوالي الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد كانت هناك أسرة عيلامية قائمة بالفعل تحكم مساحة كبيرة من السهول والمناطق الجبلية, من بينها جزء مهم من ساحل الخليج العربي ومنطقة بوشير، وتدل شواهد الأحوال؛ على أن المملكة القائمة وإن كانت قد اتخذت كتابة خاصة؛ إلا أنها استعملت اللغة السومرية.

وعندما اعتلى "سرجون" الأكدي عرش بلاده غزا عيلام التي كافحت من أجل الدفاع عن كيانها, ولكن سرجون انتصر عليها في موقعتين حاسمتين، ومن المحتمل أنه ضم سوسة نفسها إلى ممتلكاته, كذلك كان ولده "مانيشتوسو" موفقًا في حروبه ضد عيلام, واستطاعت جيوشه أن تعبر الخليج العربي لتأمين الطريق المؤدي إلى المرتفعات التي كان يجلب منها المواد اللازمة للبناء. وفي عهد خليفته "نارام سن" حدثت ثورة في أطراف مملكته ومن بينها عيلام؛ ولكن هذه الثورة أخضعت بشدة واستطاع أحد قواده أن يشيد بعض المباني المهمة في سوسة، وقد حلت اللغة الأكدية "السامية" محل العيلامية، وأوشكت الثقافة العيلامية أن تختفي لولا أنها ظلت قائمة في المناطق الجبلية الوعرة.

وقد انتهز حكام عيلام الوطنيون ومن بينهم "بوزور أنشوشناق" كل فرصة للنهوض بعيلام من جديد؛ حيث نجد أن نصوصًا كتبت باللغة العيلامية وما قبل العيلامية قد عادت للظهور جنبًا إلى جنب مع نصوص كتبت بالأكدية، وانتهز "بوزور أنشوشناق" فرصة التظاهر بالدفاع عن سيده "نارام سين"1 وتوسع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015