إلى اليمين، وهكذا كان نيبور من أعظم الذين أسهموا في محاولة تفسير هذه النقوش أو على الأقل وضع أسسًا مهمة في هذه المحاولة.
ومن أهم من جاءوا بعد نيبور المفسر الألماني جروتفند "Grotfend" الذي استطاع عن طريق الترجمة اليونانية لبعض النصوص الفارسية التي وضعها هيرودوت، وغيره من كتاب اليونان أن يتعرف في نقشين من برسبوليس باللغة الفارسية على أسماء ثلاثة من الملوك, وأن يستنتج منها القيمة الصوتية لثلاث عشرة علامة؛ ولذلك يمكن أن يقال بأنه اكتشف مفتاح اللغة الفارسية القديمة1؛ ولكن هذا لم يقابل بالتقدير من معاصريه إلا أن جهوده لم تتوقف عند هذا الحد بل تابع جهوده في محاولة كشف غموض كتابات قديمة أخرى في آسيا الصغرى وإيطاليا.
وظل علماء آخرون يبذلون جهودهم في تفسير رموز الفارسية ولكن نجاحهم كان محدودًا, ومن أمثلة هؤلاء راسك "Rask" الدانماركي وبرنوف "رضي الله عنهernouf" الفرنسي ولاسن "Lassen" الألماني النرويجي وغيرهم، وقد أحرز هذا الأخير نجاحًا كبيرًا بالاستعانة بفقرة مما كتبه هيرودوت عن الفرس؛ حيث تعرف على أسماء مرادفة لها في النقوش الفارسية القديمة المدونة في برسبوليس بالمسمارية, ومن فحص النصوص التي نسخها نيبور تبين له أن أحدها حوى ما لا يقل عن 24 اسمًا استنتج منها هجائية, ثبت فيما بعد أن 23 حرفًا منها كانت صحيحة.
ولعل أبرز المفسرين للغة الفارسية كان رولنسون الإنجليزي "Henry Creswick Rawlinson" الذي يعد بحق رائد أو "أب" الأشوريات؛ ففي سنة "1835-1836" تمكن من نسخ نقشين من النقوش الثلاثية في سلسلة جبلية جنوب همدان، وكل منهما كان مكتوبًا بثلاث لغات ولم يكن يعرف