ولم يكتفِ ولده وخليفته "شلمنصر الثالث" بالإمبراطورية الواسعة التي خلفها له والده؛ بل أضاف إليها مستعمرات جديدة وصلت إلى منابع دجلة والفرات، وقد قام بسلسلة من الحملات الحربية في سورية وفلسطين على أحلاف الآراميين واليهود1, كما قام بحملات في الأناضول وهضبة إيران الشمالية وهاجم بعض القبائل العربية.
وفي أواخر حكمه ثار عليه أحد أبنائه وأحدث بعض الاضطرابات التي أدت إلى فقدان هيبة الدولة في الداخل والخارج، ومع أن ولي عهده "شمشي أدد الخامس" تغلب على أخيه الثائر؛ إلا أن تلك الاضطرابات كانت سببًا في فقدان أشور لبعض مستعمراتها البعيدة. وفي تلك الأثناء ظلت بابل على ولائها لأشور وتحسنت العلاقات بينهما بزواج ملك أشور من أميرة بابلية تدعى "شمورامات" حظت بشهرة كبيرة حتى عرفها اليونان باسم "سميراميس"، وقد صارت وصية على ولدها "أدد نراري الثالث" الذي اعتلى العرش وهو صغير السن بعد وفاة والده.
وقد توالى على حكم أشور ملوك ضعاف, بعد ذلك حدث في عهد أحدهم "أشور دان الثالث" كسوف للشمس2 وتفشى في زمنه وباء الطاعون، واستمر تدهور الدولة حتى حدثت في العاصمة "نمرود" ثورة داخلية, تولى الملك على أثرها "تجلات بلاسر الثالث" الذي أعاد إلى المملكة مجدها, وبدأ عهد الإمبراطورية الثانية.
ب- الإمبراطورية الأشورية الثانية:
بعد أن توفي "أدد نراري الثالث" تتابع على العرش أولاده الأربعة