الجبلية "أورارتو" وبلاد الجوتيين وهزم ملك "هاني جلبات"1 وجنودها المرتزقة من الحيثيين وغيرهم.

وعندما اعتلى "توكلتي ننورتا" خليفة "شلمنصر الأول" على عرش أشور تمكن من الاستيلاء على بابل بعد أن هزم ملكها الكاشي "كاشتلياش"؛ ولكن مع هذا حدثت فتنة في أشور قتل فيها الملك وسادت بعد عهده الاضطرابات وتدهورت أحوال الدولة، وتوالى على حكم بابل ثلاثة أمراء ضعاف من الموالين لأشور, وبعد ذلك تمكن العيلاميون الذين عادوا إلى القوة بعد ضعف استمر نحو أربعة قرون من الاستيلاء على بابل، ولم يدم حكم العيلاميين لبابل طويلًا؛ لأن قواهم قد أنهكت في فتح المساحات الواسعة من إيران الغربية من جهة وتوالي تهديد الميديين والفرس لهم من جهة أخرى، وسرعان ما أصبح أمراء الأسرة البابلية الرابعة في أيسين على درجة من القوة؛ بحيث أمكنهم التدخل في شئون أشور، وانتهز "نبوخذ نصر الأول" ملك بابل فرصة الانهيار الذي حدث في مملكة العيلاميين بعد عهد ملكها "شيلاق - أنشوشناق" وهاجمها؛ ولكنه هُزم في أول حملة ثم انضم إليه أحد أمراء عيلام2 فانتصر عليها انتصارًا حاسمًا، كما سبق أن أشرنا.

وقد تعرضت أشور لسلسلة من الأزمات بسبب التنازع على العرش وضياع بعض الممتلكات الشرقية من بلادهم, ثم تجمعت حولها المتاعب من جميع الاتجاهات وكادت تقضي عليها لولا نشاط وكفاءة بعض الملوك من خلفاء "أشور - دان الأول"، وما إن اعتلى "تجلات بلاسر الأول" عرش أشور حتى قام بغزوات ناجحة في الشمال الشرقي والشمال ووصل إلى البحر الأسود, ثم اتجه غربًا نحو سواحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015