على شمال وجنوب بلاد النهرين في القرون الأولى من الألف الثاني ق. م. حيث بدأ أحد زعماء الأموريين في الاستقرار في المنطقة ما بين نهري الخابور والدجلة وحكمها خلفاؤه كأتباع للأشوريين, ثم تمكن أحدهم1 من الاستيلاء على "أشور" واعتلاء العرش، وفي نفس الوقت تقريبًا تمكن أموري آخر من أن يصبح ملكًا في ماري، ومنذ ذلك الحين ارتبط مصير المملكتين الشماليتين العظيمتين, كل منهما بالأخرى؛ فقد بدأت بينهما علاقات حسن الجوار أولًا ولكنها سرعان ما انفصمت وتمكن الأشوريون من وضع يدهم على ماري بعد أن اغتيل ملكها "ياهدون - ليم".
وكان الملك "شمشي أدد" الذي استولى على ماري في بدء حياته خارجًا على القانون؛ فبعد أن أصبح أخوه خليفة لوالده على عرش أشور فَرَّ إلى الجنوب وجمع قوة من المرتزقة, استولى بها على مدينة إيكالاتوم في وسط دجلة "لم يمكن التعرف عليها بعد" التي كانت خاضعة لمملكة أشنونا, ثم تقدم إلى أشور ونجح في اغتصاب العرش من أخيه، وبعدئذٍ توسع غربًا حتى وصل إلى ساحل البحر المتوسط وعين أحد ولديه "يسمح - أدد" حاكمًا في ماري وعين الابن الآخر "إشمي - داجان" حاكمًا في إيكالاتوم, وهكذا خضع حوضا دجلة والفرات لسلطان الأشوريين، ولكن لم يدم ذلك طويلًا فقد دأبت القبائل الرعوية التي يحكمها زعماؤها على إحداث القلاقل وتهديد الممتلكات الأشورية, وخاصة بالنسبة لمملكة ماري, كما كانت مملكة أشنونا تحيك الدسائس لمملكة إيكالاتوم, واستطاعت أن تهدد مملكة ماري2، وأخيرًا تمكنت مملكة بابل في السنة الثلاثين من حكم ملكها حمورابي من أن تستولي على ماري وأن تدمرها.