على مسرح الحياة من مظاهر حضارية مختلفة, وأن يجعل من المكان الذي يدرس تاريخه مسرحًا يتعرض لكل ما فيه وما يدور به من أحداث بالدراسة والبحث خلال فترة أو فترات معينة؛ غير أنني أرى -من تجاربي الخاصة- أن تشعب هذه الدراسة يؤدي إلى تعقيدها أمام الطالب المبتدئ ويشتت أفكاره, وقد يعجز أو يزهد في دراسة التاريخ في كثير من الأحيان، كما أن الجمع بين هذه النواحي المختلفة في مؤلف واحد يكاد يكون أمرًا مستحيلًا؛ ولذا ما زلت أعتقد -وقد أكون مخطئا- أن دراسة التاريخ السياسي دراسة مستقلة عما عداها, تتيح للطلاب فرصة فهم المعالم الرئيسة للتاريخ الذي يدرسونة, وتهيئهم للجمع في دراستهم بين نواحيه المختلفة.
وأرجو أن يكون واضحًا أن هذا الكتاب يعد تنقيحًا للكتاب الذي سبق أن قدمته لطلاب جامعة البصرة "موجز تاريخ الشرق الأدنى البصرة 1966" وقد أضفت إليه بعض الإضافات التي تراءت لي ضرورتها حاليًا, والله ولي التوفيق.
د. محمد أبو المحاسن عصفور