يبدو أن حياة الاستقرار بالمعنى الصحيح أخذت تثبت دعائمها ابتداء من عصر هذه الحضارة التي ترجع إلى الألف السادس قبل الميلاد تقريبًا. ومع أن أهلها كانوا يعيشون في بداية الأمر في بيوت من الشعر1؛ إلا أنهم اتخذوا بيوتًا بسيطة من الطين فيما بعد، وقد وصلوا إلى مرحلة لا بأس بها من التقدم والرقي؛ إذ تتميز حضارتهم بنوع من الفخار المزين بالنقوش والأصباغ "شكل 29", انتشر استعماله في المناطق الممتدة إلى البحر المتوسط.
وتدل آثار حضارة حسونة على أن أهلها كانوا زراعًا وأنهم استأنسوا الأغنام والماعز، ولم يمكن التوصل حتى الآن إلى الجنس الذي كان مسئولًا عن هذه الحضارة رغم العثور على جثث أطفال دفنت في أوانٍ فخارية كبيرة.