...
الفصل الثاني: نشأة الحضارة وتطورها:
أشرنا إلى أن أقدم السلالات البشرية ظهرت بقاياها في جهات متفرقة من العالم1, وكانت هذه الجهات لا تكاد تختلف في ظروفها الطبيعية أو المناخية بعضها عن البعض الآخر؛ ولذا لم تختلف المراحل الأولى لحياة الإنسان في أي جهة عنها في الجهات الأخرى، ثم أخذت الظروف الجغرافية في التغير كما اختلفت السلالات البشرية عن سابقاتها, وأخذت الجماعات البشرية تتفاعل وبيئاتها التي عاشت فيها وظلت تعمل من أجل بقائها ورفاهيتها, وتطورت أساليب حياتها ومظاهر حضارتها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في وقتنا هذا, وقد سبق أن أوضحنا ما درج عليه الباحثون من تقسيم تاريخ البشر2؛ حتى أصبح في الإمكان تتبع المراحل الحضارية والتاريخية التى مر بها الإنسان.
ولا شك في أن دراستنا للعصور قبل التاريخية "قبل ظهور الكتابة" تعتمد على دراسة الآثار التي خلفها الإنسان, وما توحي به من مظاهر حضارية, وعلى