الخطاب، وهو كما قال تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).وأفعال العباد خلق الله، وكسب من العباد.

ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون وهو تفسير: "لا حول ولا قوة إلا بالله". نقول: لا حيلة لأحد، ولا حركة لأحد ولا تحول لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره غلبت مشيئته المشيئات كلها , وغلب قضاؤه الحيل كلها , يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبداً، تقدس عن كل سوء وحين، وتنزه عن كل عيب وشين , وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم منفعة للأموات والله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات, ويملك كل شيء، ولا يملكه شيء, ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين , ومن استغنى عن الله طرفة عين، فقد كفر , والله يغضب ويرضى، لا كأحد من الورى.

ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ولا نفرط في حب أحد منهم, ولا نتبرأ من أحد منهم , ونبغض من يبغضهم, وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير.

وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبشرهم بالجنة، على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقوله الحق، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح وهو أمين هذه الأمة، رضي الله عنهم أجمعين ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس؛ فقد برئ من النفاق وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين –أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم ونؤمن بأشراط الساعة: من خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض من موضعها ولا نصدق كاهناً ولا عرافاً ولا من يدعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة ونرى الجماعة حقاً وصواباً، والفرقة زيغاً وعذاباً ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى (ورضيت لكم الإسلام ديناً) وهو بين الغلو والتقصير.

وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الأمن والإياس فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً ونحن براء إلى الله من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015