• إذا توكل العبد على ربه وسلم له وفوض إليه أمره أمده الله بالقوة والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عُرضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره له ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.

• ارض عن الله في جميع ما يفعله بك فإنه ما منعك إلا ليعطيك ولا ابتلاك إلا ليعافيك ولا أمرضك إلا ليشفيك ولا أصابك إلا ليحييك وكن كما قال القائل أصبحت والسراء والضراء مطيتان على بابي لا أبالي أيهما ركبت.

• ينبغي التفويض لمن يعلم عواقب الأمور والرضا بما يقضيه عليك لما ترجوه من حسن عاقبته وألا تقترح على ربك ولا تسأله ما ليس لك به علم فلعل مضرتك فيه وأنت لا تعلم فلا تختار على ربك بل اسأله حسن العاقبة فيما يختاره لك ولربما طمحت نفسك لسبب من الأسباب الدنيوية التي تظن أن بها إدراك بُغيتك فيعلم الله أنها تضرك وتصدك عما ينفعك فيحول الله بينك وبينها فتظل كادحاً للمقدور ولم تدر أن الله قد لطف بك وهو الحليم الغفور.

• المسلم إذا علم أن ما قدره الله كائن وأن كل ما ناله من خير أو شر إنما هو بقدر الله وقضاءه هانت عليه المصائب ولم يجد مرارة شماتة الأعداء وتشفي الحسدة , وقد جعل الله لكل شيء قدراً أي تقديراً وتوقيتاً أو مقداراً.

• من يتوكل على الله في دينه ودنياه بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره ويثق به في تسهيل ذلك فهو حسبه وكافيه الأمر الذي توكل عليه به ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له , فلذلك قال تعالى في سورة الطلاق بعد أمره بالتوكل إن الله بالغ أمره أي لابد من نفوذ قضائه وقدره ولكنه قد جعل لكل شيء قدراً أي وقتاً ومقداراً لا يتعداه ولا يقصر عنه , فلا يستعجل المسلم النتائج.

• من تمام التوكل على الله الصبر على الأذى في سبيله والعاقبة للمتقين.

• توكل العبد على الله هو أن يعتمد عليه وأن يثق في قدرته التامة على تدبير الأمور كيف شاء ومتى شاء, وما وقع للأنبياء والأولياء من أنواع الابتلاء ليس هو من ضعف التوكل ولا يدل على نقصه عندهم بل التوكل عقيدة سابقة للمخوف يريدها الله من العبد ومن منافعها أن تكون عوناً له على تحمل ما يحذره ويخافه وما يقع بعد ذلك منه إنما هو ابتلاء وامتحان أو كفارة ورفع درجة تزيد الإيمان والتقوى , والله عز وجل لا يترك أولياءه إلى أعدائه إلا فترة الإعداد والابتلاء ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015