2 - شرعية دينية: وتتضمن محبة الرب ورضاه ولا يلزم وقوعها فقد تقع وقد لا تقع لأنها تتعلق بفعل العبد الاختياري.
• قد يريد الله أمراً ويشاؤه , وفي الوقت نفسه لا يحبه إذ أن المراد نوعان:
1 - مراد لنفسه إرادة الغايات ومنه خلق جبريل عليه السلام.
2 - مراد لغيره فهو وسيلة إلى غيره مثل خلق إبليس فهو مكروه لله من حيث نفسه وذاته ومُراد له عز وجل من حيث قضاؤه وإيصاله إلى مُراده فهو سبب لحصول محاب كثيرة فيجتمع الأمران بغضه له وإرادته له ولا يتنافيان.
• كيف يُريد الله أمراً ولا يحبه أو كيف يجمع بين إرادته له وبُغضه وكراهته؟
إن المراد نوعان: الأول: مراد لنفسه. الثاني: مراد لغيره.
فالمراد لنفسه مطلوب محبوب لذاته وما فيه من الخير , فهو مُراد إرادة الغايات والمقاصد والمراد لغيره قد لا يكون مقصوداً لذاته ولا فيه مصلحة بالنظر إلى ذاته وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده فهو مكروهٌ له من حيث نفسه وذاته مراد له من حيث قضاؤه وإيصاله إلى مُراده فيجتمع الأمران بغضه وإرادته ولا يتنافيان فيُبغض من وجه ويُحب من وجه آخر.
• المحبوب قسمان: محبوب لذاته، محبوب لغيره , والمحبوب لغيره قد يكون مكروهاً لذاته ولكن يُحب لما فيه من الحكمة والمصلحة فيكون حينئذ محبوباً من وجه ومكروهاً من وجه آخر.
• كون الله لا يريد أمراً ما لا يعني عدم قدرته عليه فالله عز وجل على كل شيء قدير لكنه لا يفعل إلا ما يريد وفرق بين قدرة الله المطلقة وبين ما يريد فعله.
• الله عز وجل أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وقضاؤه وقدره لا يخرج عنهما وهو أعلم بمصالح عباده منهم وهو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم , والإنسان لا يعلم عاقبة أمره وقضاء الله لعبده المؤمن عطاء وإن كان في صورة منع ونعمة وإن كان في صورة محنة وبلاءه عافية وإن كان في صورة بلية والله يعلم ونحن لا نعلم ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذ به في العاجل وكان ملائماً لطبعه.