• من علامات صدق التائب أن يكون حاله بعد التوبة خيراً مما كان قبلها.

• المرتد تحبط أعماله إذا مات عليها ويحبط ثواب أعماله قبل الردة فلا يجب عليه إعادتها ولكن أيضاً لا ثواب عليها والله أعلم , وذلك أن الحبوط نوعان عام وخاص فالعام حبوط الحسنات بالردة والسيئات كلها بالتوبة والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها ببعض وهذا حبوط مقيد جزئي ولما كان الكفر والإيمان كل منهما يُبطل الآخر ويُذهبه كانت شعبة كل واحد منهما لها تأثير في إذهاب بعض شعب الآخر فإن عظمت الشعبة أذهبت في مُقابلها شعباً كثيرة.

• ما معنى الاستقامة على دين الله , وهل من لازم الاستقامة والتقوى أن يكون المسلم معصوماً من الزلل والخطأ , وما توجيهكم للقانطين من رحمة الله؟

الاستقامة هي السداد فإن لم يقدر ولن يقدر فعليه المقاربة فإن نزل عن المقاربة فلم يبق إلا التفريط والضياع ولا ينجي أحدٌ عمله إلا أن يتغمده الله برحمة منه وفضل , وليس في المؤمنين إلا من له ذنب من ترك مأمور أو فعل محظور، وليس من شرط ولي الله أن لا يكون له ذنب أصلاً بل أولياء الله تعالى هم الذين قال الله فيهم (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ & الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) ولا يخرجون عن التقوى بإتيان ذنب صغير لم يصرَوا عليه ولا بإتيان ذنب كبيراً أو صغير إذا تابوا منه , وما من عبد إلا وقد اقترف ذنباً وفعل إثماً وكل بني آدم خطاء , وقال ربك جل جلاله في وصفه لعباده المؤمنين المحسنين (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) واللمم هي الذنوب الصغار التي لا يصر صاحبها عليها أو التي يُلم بها العبد المرة بعد المرة على وجه النُدرة والقلَة فهذه ليست مجرد الإقدام عليها مُخرجاً للعبد من أن يكون من المحسنين فإنها مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات تدخل تحت مغفرة الله التي وسعت كل شيء , والمكلف يجب عليه العزم على عدم المعصية صغيرةً كانت أو كبيرة وإن كان بحسب الطبيعة التي جبله الله عليها لا يمكنه الاحتراز عن هذه الصغائر بالكلية لأن الله ما أراد له العصمة وهذا أمر مُتفق عليه قد أيدتَه النصوص الشرعية، والمسلم لا ينفك عن مواقعة شيء من صغائر الذنوب، وما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الحياة إذ أن المؤمن خُلق مفتَنا توَاباً نسياً إذا ذُكَر ذكر, بل وأجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام معصومون من الخطأ لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015