شيء فكان فوقه، وبطن فكان أقرب إلى كل شيء من نفسه، وهو محيط به حيث لا يحيط الشيء بنفسه، وكل شيء في قبضته وليس شيء في قبضة نفسه ... اهـ

السؤال الخامس عشر: هل يأثم المُنكر لأحاديث الصفات أو المتأول لها تأولاً غير شرعي؟

من كان مجتهداً في إصابة الحق باذلاً وسعه فهو مأجور على نيته في طلب الحق وأما خطأه فنرجو أن يسامحه الله إن لم يكن حقق في آيات وأحاديث الصفات، وأما إن كان على علم بها وأنكرها تعصبا وعنادا فهو على خطر عظيم، فقد قال الذهبي في الرد على ابن خزيمة في تكفيره المطلق لمن لم يثبت الصفات: من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله ولأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله ولم يخض في التأويل ولا عمق فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصر، والله يعفو عنه إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك، ومن أنكر ذلك بعد العلم وقفا غير سبيل السلف الصالح وتمعقل على النص فأمره إلى الله نعوذ بالله من الضلال والهوى. اهـ

الموقف من الأخبار الثابتة في صفات الله والتي تُخالف في ظاهرها تنزيه الله عز وجل والمعلوم من الدين بالضرورة:

في هذا الباب هنالك طرفان ووسط هناك طائفة ردت هذه الأحاديث وهنالك طائفة قبلت هذه الأحاديث لكن دون فهمها على الوجه الصحيح , والتحقيق: أن كلام رسوله حق وليس أحد أعلم بالله من رسوله ولا أنصح للأمة منه ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس ; وأجهلهم وأسوئهم أدبا بل يجب تأديبه وتعزيره ويجب أن يصان كلام رسول صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة ; والاعتقادات الفاسدة وللتنبيه ينبغي أن يعلم المسلم أنه لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله , فالعقل والشرع لا يقول: إن الخالق كالمخلوق، حتى يكون ما جعله حسنًا لهذا أو قبيحًا له جعله حسنًا للآخر أو قبيحًا له، كما يفعل مثل ذلك القدرية؛ لما بين الرب والعبد من الفروق الكثيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015