صلَّى كثير من السلف صلاةَ الصبح بوضوء العشاء عشرينَ سنة.
ومنهم من فعل ذلك أربعينَ سنة.
قال بعضهم: منذ أربعين سنة ما غمَّني إلا طلوعُ الفجر.
* * *
أفضلُ القيام قيامُ داودَ؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه.
وخرَّج الإمامُ أحمدُ، عن أبي ذَرٍّ، قال: سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ قيام الليل أفضلُ؟ قال: "جَوْفُ اللَّيْلِ الغَابِرِ، أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ، وَقَلِيلٌ فَاعِلهُ" (?).
ويروى عن داود، قَالَ: يا رب! أيَّ وقتٍ أقومُ لك؟ قَالَ: لا تقمْ أولَ الليل ولا آخرَه، ولكن قمْ وسطَه؛ حَتَّى تخلوَ بي، وأخلوَ بك، وارفَعْ إليَّ حوائجَك.
قام بعضُ الصالحين في ليلة باردة، وعليه ثيابٌ رثة، فضربه البردُ، فبكى، فهتف به هاتف: أقمناك، وأنمناهم، ثم تبكي علينا؟!.
قيل لنبينا - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ فلاناً نامَ حَتَّى أصبَح، فقَالَ: "بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنِهِ" (?).