- أما الفيروز أبادي فقد استوعب أيضاً معظم ما جاء في مفردات الراغب. ولم تكن له ملاحظات تذكر على الراغب.
- يمتاز الفيروزأبادي بأنه بعد أن يورد معنى المفردة القرآنية في أصل اشتقاقها مستفيداً في ذلك من الراغب، يعمد إلى ذكر وجوهها في القرآن كأن يقول: " وقد ورد في القرآن على ثلاثة عشر وجهاً. ثم يبدأ بذكر هذه الوجوه واحداً واحداً مستشهداً في ذلك بآية أو أكثر عند كل وجه من هذه الوجوه حتى يستوعب معظم هذه الآيات وهو في ذلك مستفيد من كتب الوجوه والنظائر غالباً.
- يتوسع الفيروز أبادي عند شرحه للمفردات القرآنية بذكر بعض المعاني التي لم يذكرها الراغب، وكثير منها قد يؤخذ من الأحاديث النبوية، وبعضها قد يكون من المعاني اللغوية.
- عند الفيروز أبادي استطرادات عجيبة، فعند كلامه على مادة " برق" ذكر واحداً وثلاثين فعلاً يمكن أن يضاف إلى البرق: يشري، ويومض، ويعنّ، ويعترض، ويوبص
وبعد أن ينتهي من سرد هذه الأفعال المسندة إلى البرق، يقول: ومما يستحسن في وصف البرق وخفائه والرعد في حدائه، والثلج ولألائه، قول بعضهم:
ينبض نبض العرق في استخفاء ... شرارة تطرف من قصباء
ويذكر تسعة أبيات من هذه القصيدة، ثم يذكر سبعة أبيات لعدي بن الرِّقاع، من أحسن ما قيل في البرق والغيث ثم يتبعها بأربعة عشر بيتاً للعتابي.