- بأنه كل حادثة تحيط بالإنسان تعريف عام يشمل أنواعاً كثيرة من الحوادث، ومن ثم اضطر الراغب لبيان كيفية انتقال المعنى من العموم الذي ذكره إلى الخصوص الذي وقع على قوم نوح، فقال: " وصار – أي الطوفان – متعارفاً في الماء المتناهي في الكثرة لأجل أن الحادثة التي نالت قوم نوح كانت ماء"
- أما السمين، فقد عدد أنواعاً مختلفة من العذاب شملت: " السيل المغرق، والموت الجارف، والقتل الذريع. كما نقل قول الراغب السابق، وذكر حديثاً يفسر الطوفان بالموت. وهو لا يعدو أن يكون قد شرح قول الراغب بشيء من التفصيل، ولكنه – على العموم- لم يرجح واحداً من الأنواع التي ذكرها، إلا إذا اعتبرنا مراعاة الترتيب تبعاً لقوة الأقوال. فيكون القول الأول الراجح عنده هو: السيل المغرق.
- كذلك الفيروز أبادي ذكر عدة أقوال في معنى الطوفان. فإذا اعتبرنا قوله الأول هو الراجح كان الطوفان: هو المطر الغالب، والماء الغالب يقلب كل شيء، ولاشك بأن التفسير بالغلبة من مستلزمات الإحاطة ولكنه ليس دقيقاً في معنى" الطوفان" المشتق أصلاً من"الطواف"بمعنى"الدوران ".
- واستشهاده بالشعر المتضمن لـ " طوفان المطر " لا يعني بالضرورة، المطر الغالب، ويمكن أن يقرب مما قاله الفراهي – كما سبق بيانه -.
- أما ما جاء في معجم المجمع من أن " الطوفان ": السيل العظيم، فلا يحتاج إلى تعليق؛ لأنه لم يعتمد على تأصيل لغوي.