- وبخاصة تلك التي أحاط بها الغموض، ولقد قدم بالفعل تصوراً واضحاً من خلال الأصول التي وضعها والمفردات التي عالجها، بحيث يمكن النسج على المنوال الذي سار عليه فيما لم يذكره من الكلمات التي تحتاج إلى مزيد من الدرس والفهم، ويمكننا تلخيص تلك الأصول في النقاط التالية وذلك لأهميتها:
- لم يورد في كتابه إلا ما يقتضي بياناً وإيضاحاً: إما لبناء فهم الكلام أو نظمه عليه فإن الخطأ ربما يقع في معنى الكلمة نفسه، فيبعد عن التأويل الصحيح، أو في بعض وجوهها فيغلق باب معرفة النظم.
- معرفة الألفاظ المفردة هي الخطوة الأولى في فهم الكلام، وبعض الجهل بالجزء يفضي إلى زيادة جهل بالمجموع.
- من لم يتبين معنى الألفاظ المفردة من القرآن أغلق عليه باب التدبر، وأشكل عليه فهم الجملة وخفي عنه نظم الآيات والسورة.
- سوء فهم معنى الكلمة يؤدي إلى إساءة فهم الكلام وما يدل عليه من العلوم والحكم. وربما يؤدي الخطأ في معنى كلمة واحدة إلى الخطأ في تأويل السورة بأسرها.
- كتب اللغة والغريب لا تعطيك حدود الكلمات حداً تاماً، وكتب السير والتفسير لا تبين لك بالتمام والصحة أموراً جاء ذكرها في القرآن، وكتب العلوم الأُخر من العقليات والأخلاق لا تعطيك ما تضمن عليه القرآن من الحكم والأسرار… ومن أراد التأمل الصحيح والتدبر التام وجب عليه أن لا يغفل عن النقد فيما يأخذه من هذه العلوم. ومن يتمسك بالقرآن وينوِّر الله عقله يطلع على أغلاط كثيرة في كتب القوم.