والاحتذاء: منقول من حذو النعل بالنعل.
والاقتداء: اتباع على قدر، أي: على قدر المتبع بلا تجاوز ولا تأخر.
والاتباع: عام في كل ذلك. ومنه قيل لـ " الرعية": أتباع. وسمي العِجْل التابع لأمه تبيعاً.
ثم يقول الراغب: و "الخوف" و "الفزع" و "الحذر" و "الرهبة" و "الهيبة" و "الخشية" و " الوجل" و " الشفقة" تتقارب:
فالخوف: توقع مكروه عن أمارة، وذلك للمذنب. ولهذا قال أمير المؤمنين: لايخافن امرؤ إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه.
والفزع: اضطراب عن وهم كمن سمع هدّة فاضطرب. والحذر: خوف مع احتراز. والرهبة: خوف مع اضطراب واحتراز. والهيبة: رهبة مع استشعار تعظيم والشفقة: خوف مع محبة.
ولذلك قيل: الخوف والحذر للمذنب. والرهبة للعابد والخشية للعالم، والهيبة للعارف…
وهكذا نرى مدى اهتمام الراغب في بيان الفروق في تفسيره بين ما يظن أنه من المترادف، وأنه إذا انتهى من كلمة في بيان فروق مترادفاتها، انتقل إلى كلمة أخرى لبيان الفروق بين مترادفاتها. والراغب بصنيعة هذا متميز عن كل من تقدمه ومن جاء بعده وهو بذلك يقدم لنا ثروة هائلة في هذا الجانب، كنا نتمنى لو أن الكتاب الذي كان سيتبع به كتاب " المفردات " قد وصل