لطبائع النفوس وحقائق الأشياء. فماذا نصنع؟ ماذا يصنع الشاب وهو مضطر أن يمضي هذه السنين العشر بلا زواج، مع أن هذه السنين العشر هي أشدّ سني العمر شدّة في الشهوة وإحساساً بها؟
إن الله وضع بين جنبيه ناراً متّقدة إن لم يطفئها بالزواج أحرقت بالألم نفسه أو أحرقت بالزنا بيوت الناس، وها هنا تستقر المشكلة، وهذا ما يجب أن يكون فيه البحث. وإن من أسهل السهل على من يكتب هذا الموضوع أن يستلقي على كرسيّه، ويأخذ نفساً عميقاً من دخينته، ويقول ببطء وتمهُّل: إن رأيي أنّ سن الزواج المناسبة هي الثلاثون ...
هذا رأيك، ولكن هذا لا يحلّ المشكلة.
إن الكلام بالمجان، والحاكم الذي ينطق بحكم الإعدام لا يكلّفه ذلك من التعب إلاّ أن يفتح فمه ويحرّك لسانه، ولكن المصيبة إنما تقع على رأس المحكوم عليه. والمحكوم عليه هنا هو الشاب ... والشابّة أيضاً.
وإذا كانت طبيعة الشاب وغريزة نفسه توقظ في نفسه الجوع الجنسي في سن الخامسة عشرة، وأخونا المفكر المحترم يحكم عليه بألاّ يتزوّج إلاّ في سن الثلاثين، فماذا يعمل في هذه الخمس عشرة سنة؟
لا سيما وأن هذا المجتمع الذي يمنعه من الزواج فيها، لا يترك وسيلة لزيادة هذه النار اشتعالاً في نفسه إلاّ عمد إليها، وكلما نسي المسكين هذه الشهوة ذكّرناه بها: بالصور العارية،