مع الناس (صفحة 292)

ما يضحك يا سيدي؟

فازداد الخبيث ضحكاً، فهممت به فوثب الحاضرون وقالوا: يا للعجب! أتضرب فتاة؟

وإذا هي «فتاة» بثياب الرجال! وفررنا ونحن مستحيون نحاول ألاّ نعيدها كرّة أخرى.

ولما خرجت في الليل لمحت في طريقي واحدة من هؤلاء النسوة فحيتني، فقلت لها: مساء الخير يا مدموازيل.

فقالت: مادموازيل إيش يا وقح؟

قلت في نفسي: إنها متزوجة، وقد ساءها أن دعوتها بالمدموازيل (الآنسة)، وأسرعت فتداركت الخطأ وقلت: بردون مدام.

قالت: مدام في عينك قليل الأدب، بأي حق تمزح معي؟ أنا (فلان) المحامي.

قلت: بردون، بردون!

ووليت هارباً، فذهبت إلى صاحب (الأوتيل) فرجوته أن يعمل لنا طريقة للتفريق بين الرجل والمرأة، فدُهش مني ووجم لحظة، ثم قدّر أني أمزح فانطلق ضاحكاً.

قلت: إني لا أمزح ولكني أقول الجِدّ. وقصصت عليه القصة.

قال: وماذا نعمل؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015