مع الناس (صفحة 287)

الصحراء قد آضت جنّات ألفافاً، تحمل الزهر الذي لا يُسقى إلا بالماء الأحمر الملتهب تحمل أزهار الحرية.

سيبقى هذا اللحد لتمرّ عليه الأجيال الآتية، الأجيال الحرة العزيزة، فتذكر جهاد أسلافنا وتعرف الثمن الذي دفعوه، ولتعلم أن القوة إن غَلبت الحق حيناً فإن الحق يصنع القوة التي يغلب بها دائماً.

سأذكر ما حييت جدار قبر ... بظاهر جلَّق ركب الرمالا (?)

مقيمٌ ما أقامت ميسلون ... يذكر مصرع الأُسْدِ الشِّبالا

تغيّبَ عظمةُ العظَمات فيه ... وأوّلُ سيّدٍ يلقى النِّبالا

مشى ومشت فيالِقُ من فرنسا ... تجُرُّ مَطَارِفَ الظَّفَر اختيالا

أقام نهارَهُ يَلقى ويُلقى ... فلمّا زالَ قُرصُ الشّمسِ زالا

فكُفِّنَ بالصّوارِمِ والعَوالي ... ووُسِّدَ حيثُ جالَ وحيثُ صالا

إذا مرّتْ به الأجيالُ تترى ... سمعتَ لها أزيزاً وابتهالا (?)

* * *

ثم أخذت السيارة تصعد بنا في مسالك ملتوية مستديرة تزيغ الأبصار من استدارتها وعلوها، حتى إذا ظننا أننا بلغنا قُنّة الجبل تكشّفت لنا قُنَن (?)، فإذا نحن لا نزال في الحضيض. وما فتئنا نعلو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015