- أنا أريد أن أكون دَرَكياً (?).
- وأي شيء يعجبك في الدركي؟
- أعجبني أنه فوق المختار؛ يأمره أمراً ويدعوه إليه متى شاء، وينزل به هو وأصحابه وفرسه وأفراس أصحابه، فيأكلون ويشربون ويقيمون ما طاب لهم المقام، والمختار لا يستطيع أن يعارض في شيء. ثم إن الدركي هو الحاكم المطلق في القرى لا قوة فوق قوته، يحترمه الناس ويقومون له إذا جاز بهم، وإلاّ وجد سبيلاً إلى اتهامهم بتهمة من التهم وتقطيع أرجلهم بالضرب.
- إن ضرب المتهمين ممنوع. اسكتوا، لماذا الصياح؟ ليتكلم أحدكم، قل أنت.
- إنهم يضربون يا أستاذ، يضربون حتى الأبرياء، أقسم بالله.
- لا تقسم.
- يضربون، لم يمنعهم أحد. وقد سمعت دركياً يقول: إن هذا المعلم متكبّر، وإن شاء الله سأرميه في ورطة.
فأسررتها في نفسي وقلت: خرجتَ عن الموضوع ... يكفي. مَن منكم يريد أن يكون معلّماً؟ معلم ... لا أحد؟ ويحكم، لماذا؟ نعم، قل.