رئيس الشركة الزوجية، فيجب أن يكون رأيه هو المقدم، بشرط ألاّ يتدخل في الصغيرة والكبيرة ويدس أنفه في الكنس والطبخ وترتيب الدار، فإن هذا من حق المرأة فهي «وزيرة الداخلية»، وله الإشراف العام كإشراف رئيس الوزراء. فإذا كانت المرأة-مثلاً- وسخة لا تبالي بتنظيف الدار أو تسيء إعداد الطعام نبّهها، وإذا كانت مصابة بجنون النظافة تنسى نفسها بلا طعام وتنسى حق زوجها وحق ولدها لتمسح البلاط وتنظّف الدار، فلا تراها إلاّ راكضة من هنا إلى هناك رأسها يسبق رجليها، كان عليه أن ينبهها. وإن أكثر الرجال لا يهمهم الإمعان في النظافة ولا لمعان البلاط ولا ترتيب المقاعد، بل يهمهم أن يجدوا شريكة لحياتهم توافقهم وتذهب مذاهبهم وتكون على رأيهم. ومن النساء من يزيد معها هذا المرض (مرض النظافة) حتى تترك غرف الدار المفروشة للشياطين لا يستعملها أحد وتقعد في زاوية وتُلزم زوجها أن يقعد فيها، فإذا قعد على المقعد المريح صرخت به: "قم، لقد أفسدته! أما رأيتني أشتغل به من الصباح؟ ". وربما نامت على «الطرّاحة» لتُبقي السرير مرتباً، مع أنه لا يدخل أحد ليراه ولا يوضع في معرض!
والمرأة العاقلة هي التي تنظر ما الذي يرضي زوجها فتفعله، وعلى الرجل -كذلك- أن يبتغي مسرتها ورضاها وأَلاّ يغتر بهذه السلطة ويحسب أنه صار كسرى أنوشروان فلا يعرف إلاّ الأمر والنهي، وألاّ يكون ظرفه ولطفه للناس فقط، فإن في الناس من يكون خيره للغرباء وشره للأهل.
ولقد كان في دمشق رجل معروف بسرد النادرة وسرعة