أُذيعت سنة 1959
زارني من يومين شاب من أقربائنا، يحمل شهادة عالية ويملك مرتباً كبيراً، وهو صحيح الجسم حسن الخلق، قد قارب الثلاثين من عمره ولا يزال عزباً. فقلت له وأنا أحدثه: لماذا لا تتزوج (?)؟
قال: لأني وجدت كل المتزوجين من إخواننا يشكون الخلاف الزوجي ويقاسون آلامه ويتجرعون غصصه، ويتمنون لو أنهم ما كانوا قد تزوجوا. فعلمت أن الزواج في هذه الأيام وجع رأس وتعب دماغ، وأنا لا أحب أن أشتري الأوجاع والمتاعب لنفسي وأدفع في ثمنها مالي!
قلت: وهل العشرة من إخوانك الذين سألتهم هم الناس؟ وإذا كانوا هم في تعب وعناء كان المتزوجون كلهم كذلك وكان الزواج وجع رأس وتعب دماغ؟ ولماذا سألتهم ولم تسألني أنا؟ إني أعرَف منهم، وإذا كان الرجل الذي يحضر خمسة مجالس