مشايخ المسلمين، على رأسه عمامة بيضاء كأنها برج وحول يده كُمّ كأنه خرج، تتدلى منه سبحة لا يفتأ يعدّ حبّاتها ويلعب بها، وقد يخطئ مرّة فيسبّح عليها، يجرّ بيده ولداً فخذاه مكشوفتان وعلى رأسه كُمّة (?)، فقلت له: ما هذا يا شيخ؟ أعورة من أعلى وعورة من أسفل؟
قال: وما ذاك؟
قلت: ألم يكفك أن تكشف عورته، وأنت تذكر الله وتتلو كتابه، وتظهر منه ما أمر الله بستره، حتى تضمّ إلى العورة عورة أخرى تجيء من فوق رأسه، فتلبسه القبعة؟
فقال (ولوى لسانه وتفيهق وتشدّق): ما هي بعورة في مذهبنا.
قلت: وما مذهبك يا مولانا؟
قال: مذهب الإمام مالك.
قلت: ذاك لمن لا يفرّق بين عورة الملتحي وعورة الأمرد، هذا الذي في مذهب مالك، لا مع مثل ابنك الذي لا تؤمَن معه الفتنة.
* * *
وتركته وقمت إلى قسم الشهادة الابتدائية أرى التلاميذ، فجعلت أسألهم من هنا وهناك، فقلت: ما شروط الصلاة؟ ومَن يعرفها منكم؟