لا تطعمه فيها إلا البقلاوة، فإنه يتمنى أن يتخلص منها إلى الزيت والزعتر.
فلماذا لا تجيء الإذاعات بخبراء من علماء النفس فتسألهم عن طاقة الإنسان كم مرة تحتمل ترداد الأغنية الواحدة؟
والطريقة سهلة. تضعون هذا الخبير وحده، وتغنونه أغنية «على العصفورية» كل ساعة مرة، مثل العلاج الذي يعطى منه فنجان كل ساعة، وتنظرون متى يكسر الباب ويخرج رأساً إلى العصفورية (?).
تقولون: ما العمل؟
يا سادتي، إن الإذاعة جُعِلت لرفع المجتمع إلى حياة أسمى لا لإقراره على حياته التي هو فيها. وليس المطلوب منها اللذة فقط، بل اللذة والفائدة. وهناك فوارق مالية واجتماعية بين الناس يجب أن يعمل على إزالتها أو تقليلها، وهنالك فوارق فكرية وذوقية من المستحيل أن تزول.
والإذاعة تستطيع أن تعمل لها برنامجين، كل برنامج على موجة من موجاتها: برنامجاً للخاصة وبرنامجاً للعامة. وإذا كان في ذلك كلفة فقللوا وقت الإذاعة فليس من الضروري أن تشتغل الليل والنهار لا تستريح ولا تريح، ولا تنام ولا تنيم.
ثم إن الإنسان يهتم بصحته ودينه وماله وعقله وقلبه،